يعتبر هذا المقال وصفاً موجزاً لظاهرة تعلم لغة أجنبية لدى الأسر الذين هاجروا مع أطفالهم الصغار إلى بلد جديد، أو الذين حصلوا على أطفال بعد الهجرة. في الجزء الأول من هذه المقال أوضحنا أن تعلم لغة أجنبية يمثل طريق وعرة لجميع المهاجرين. كما ذكرنا أن السبيل الوحيد للنجاح في هذا المسار هو الحصول على المعلومات وعن الأساليب والتقنيات الصحيحة. ثم تطرقنا إلى نقطة أن ثنائية اللغة تعرف بأنها معرفة وإستخدام لغتين مختلفتين، ويمكنك تقسيمها إلى مجموعتين حيث أنها تنشأ إما بطريقة طبيعية (ثنائية اللغة المتزامنه “أي في وقت واحد”) أو خطوة خطوة من خلال التعليم (ثنائية اللغة المتعاقبة)
وقد وصفنا في نهاية المقال الطريقة الطبيعية لإكتساب اللغة (ثنائية اللغة المتزامنة) وناقشنا التقنيات والحلول التي من شأنها أن تساعدنا في هذا الطريق، وهو التعليم و ثنائية اللغة للطفل بطريقة طبيعية (أي بمجرد ممارسة اللغتين في نفس الوقت)
وفي هذا الجزء من المقال سوف نتحدث عن العوامل التي تتعارض أو تمنع التعليم وثنائية اللغة للطفل بطريقة طبيعية. بعد ذلك سوف نتطرق إلى المجموعة الثانية من ثنائية اللغة، والتي يتم تحقيقها تدريجياً من خلال التدريس
العوامل المعرقلة لثنائية اللغة الطبيعية أو المتزامنة (ثنائية اللغة الشفوية) يمكن ذكر أحد أهم العوامل التي تعيق قدرة الطفل على الكلام خلال مرحلة النمو كما يلي
إذا كان الأب والأم يتكلمون نفس اللغة الأم (على سبيل المثال أنهم يتكلمون الفارسية) ويتحدثون في موقف معين مع طفلهم في نفس الوقت باللغتين أحيانا الفارسي وأحيانا بلغة أخرى على سبيل المثال، باللغة الألمانيةوهذا يعني مثلاً جملتين باللغة الفارسية، ثم جملة واحدة باللغة الألمانية والقادمة باللغة الفارسية مرة أخرى
والأخطر هو إذا كان الوالدين أنفسهم لا يتحدثون مع طفلهم اللغة الثانية الا بشكل سيء وخاطئ هنا، على سبيل المثال، باللغة الألمانية. ومن الأمثلة على ذلك أن يُسأل الطفل،ماذا نفعل أنت حبيبي
حتى لو كان الأب والأم يتحدثان بلغة معينة، ولكنهما يستخدمان بعض الكلمات من لغة أخرى، مثلاً كإضافة بضع كلمات من الألمانية إلى أي جملة فارسية مثل أنظر إلى هذا الرضيع ، كم هو جميل و لطيف
إلا أن هذا الأسلوب من التحدث لسوء الحظ له العديد من التأثيرات السلبية على قدرة الطفل اللغوية، ولكن هذا النوع من المحادثة شائع بين الوالدين المهاجرين. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأطفال الذين يواجهون لغتين من الولادة سيكون لاحقاً لديهم تأخر نسبيا في تطورنطق الكلام مقارنة بغيرهم. ومع ذلك فإن هذا التأخير طبيعي جداً ولا يوجد سبب يدعو للقلق. في هذا السياق فقط قم ببساطة بتجاهل ردود الفعل السلبية من الناس المحيطين بك (مثلاً عبارة “ لا زال طفلك لا يتحدث حتى الآن؟ “)
إستمرفي تحقيق هدفك بحزم، ولكن لا تنسى العوامل الثلاثة المعيقة والتي تعتبر سبب تأخير الكلام بشكل غير طبيعي، فضلا عن مشاكل خطيرة في التطور اللغوي للطفل
ومن الضروري الآن معالجة اعتقاد خاطئ حول ثنائية اللغة المتزامنة. حيث يعتقد البعض أن مواجهة الطفل للغتين في نفس الوقت تعرقل القدرة اللغوية لديه. إستناداً إلى بحوث من قبل خبراء من مختلف الجامعات تعتبر وجهة النظر هذه خاطئةً وهي متجذرة في النظرة السطحية لظاهرة تعلم لغة
ومع ذلك، إذا حدث فعلا أن الطفل الذي يولد وينشأ بشكل ثنائي اللغة من الولادة لديه تأخير كبير في التطوير اللغوي فهذا يكمن في أنه لم يتم استخدام هذه التقنيات بشكل صحيح، أو بسبب أخطاء متكررة متعلقة بالعوامل المعيقة المذكورة أعلاه
الطريقة الثانية: ثنائية اللغة المتعاقبة
يتم إستخدام ثنائية اللغة التدريجية أو المتعاقبة عندما يكون الطفل قد تعلم لغته الأم سابقا ويتلقى دروساً باللغه الثانية. الإختلافات الرئيسية بين هذه الطريقة وثنائية اللغة المتزامنة هي أن حديثي الولادة أو الأطفال لايتم تدريسهم اللغة الثانية في الطريقة الأولى بل أنهم يواجهونها مباشرة. أما في الطريقة الثانية (ثنائية اللغة المتعاقبة) فيجب أن يدرس الطفل باللغة الثانية
حلول قيمة ومفيدة
أفضل سن لبدء التدريس هو من ثلاثة إلى أربعة سنوات من الحياة، حيث أن غالبية الأطفال حتى عمر الأربع سنوات يكونوا قد تعلموا لغتهم الأم بشكل جيد. (حيث أنهم يفهمون تقريباً كل ما يسمعونه بلغتهم الأم). وهم الآن مستعدون عقلياً لتعلم لغة جديد أما طلب الحصول على مساعدة من الناس الذين لغتهم الثانية ليست لغتهم الأم (في هذا المثال الألمانية) لايعتبردعماً لثنائية اللغة لدى الطفل. وتظهر الدراسات أن مهارات اللغة في اللغة الثانية تتطور لدى الأطفال في وقت أقصر إذا كان الطفل يدرس من قبل العديد من المعلمين باللغة الثانية أو عندما يكون لديه إتصال مع مختلف الناس الذين لغتهم الأم هي اللغة الثانية بالنسبة للطفل
إرسال الطفل إلى روضة أطفال حيث يتحدث اللغة الثانية فقط (باللغة الألمانية) يلعب دورا خاصاً في فهم وادراك الطفل للحاجة إلى اللغة الثانية. إن فهم الحاجة أو ضرورة معرفة اللغة الثانية من قبل الطفل، وكذلك الحاجة إلى التواصل مع الأطفال الآخرين ومعلمي رياض الأطفال يساعد على تنمية مهارات الطفل اللغوية. كما أن خلط تعلم اللغة الثانية مع الأنشطة الفنية مثل الرسم والرقص والرياضة والألعاب له تأثير إيجابي على جودة تعلم اللغة الثانية لأن ذلك يؤدي إلى تحفيز وتنشيط نصفي دماغ الطفل حين تعلم اللغة. كما أن اللعب مع زملائه الذين لغتهم الأم هي اللغة الثانية، ومشاهدة الرسوم المتحركة باللغة الثانية والاستماع إلى الراديو والقصص السمعية المنزل يمكن أن تكون مكملةً لتعلم اللغة الثانية
Dieser Beitrag ist auch verfügbar auf: Deutsch (الألمانية) فارسی (الفارسية)