العلاقات الإنسانية متعددة الأشكال والغايات و تفرضها طبيعة و خصائص المجتمعات أو الجماعات البشرية التي تتشكل فيها ، وتغدو رابطا „ بين أفرادها يضفي على هذا المجتمع او تلك الجماعة خصوصية و تميزاً”
و تتنوع العلاقات على مستوى الأفراد أيا „ كان انتماؤهم الأنثروبولوجي و تتعدد المسميات .فمنهم من تربطه العلاقة الأسرية و هي علاقة مفروضة على جميع الناس و في غالبها تكون جيدة و يسودها الحب و الترابط و التعاون و الخوف على المصالح المشتركة فيما بينها و تبقى منذ نشأة الشخص الى وفاته ، و هي من اكثر العلاقات إستمرارية
و هناك علاقات أخرى مثل علاقة الزمالة ، و تنشا منذ بدء المراحل العمرية المبكرة ، مثل زمالة الدراسة لتنتهي بزمالة العمل ، و في الغالب تتولد و تتميز بطابع من الإحترام المتبادل لترتقي بعدها الى علاقة الصداقة ، و في كثير من الحالات تستمر طويلاً خاصة عندما تنتفي المصالح الشخصية و الفردية بين الأطراف و في ترتيب العلاقات تاتي علاقة الصداقة بعد العلاقة الأسرية من ناحية متانة تلك العلاقة . فالأصدقاء يتقاسمون الهموم ، و المشاكل ،و السعادة و النجاح … لأن الصديق دائماً ما يلجئ لصديقه للتحدث عن ما يحصل معه من أمور ، و يقاسمه أسرار حياته ، و ما يمر به فهو المتنفس الذي يرفه عن صديقه في اوقات الحاجة ، و تزول هذه الصداقة عندما تبنى على المصالح ، و الإنتهازية ، و في هذه العلاقة يجب ان تتوفر شروط أساسية أهمها
الأخلاق ، الضمير ، الإحترام المتبادل بين كل الأطراف لتستمر و تنجح و حين تصبح كعلاقة التاجر بالمشتري فتنتهي تلك العلاقة كنهاية المصلحة التجارية و لابد لأي علاقة ناجحة ان يتوفر فيها كل من ( الأخلاق ، الإحترام المتبادل ، الصدق )و أن تتمتع بالتفهم و المسايرة لا أن تجعل الأطراف في حالة ترصد الأخطاء لبعضهم البعض ، فالكل عُرضة للخطأ و لاعِصمة لأحد
بالمجمل ،العلاقات عبارة عن منظومات حيوية متعددة الأشكال ، و الأنواع ، و هي متغيرة بإستمرار كونها تخضع لشروط ، و متطلبات يتبادل فيها الأشخاص المسؤولية عن دوام او إنتهاء العلاقة ، و في العموم تمر العلاقة في مراحل ( البداية ، مرحلة البناء ، مرحلة التدهور ، و الأنتهاء ) و في سؤالنا لعدد من الشخصيات المثقفة حول رأيهم بالعلاقات ، و اي العلاقة هي الأفضل برأيهم أجابوا بالتالي
الصحفي ربيع مقيم في فرنسا يقول
إن العلاقة الإنسانية بمفهومها العام هو إرتباط بدرجة معينة بين شخصين أو عدة أشخاص و تتنوع منها : ( علاقة الإتباع – علاقة الأبوة و الأمومة – علاقة الأزواج – علاقات أخوية – العلاقة العاطفية – علاقة الصداقة – الزمالة –العمل – المصلحة )
و أن أفضل العلاقات برأيه هي بالأصل تعود إلى طبيعة الأشخاص المشاركين في أي علاقة لإستمرارها و نجاحها ، و تلعب الحالة النفسية و الإجتماعية سبباً في النجاح أو الفشل
و يقول أيضاً أن الأنسان بمختلف العلاقات التي تمرعليه طيلة فترة حياته ، يتأثر ، و يؤثر ، و بالتالي سينعكس على المجتمع ( الحي – القرية – المدينة ) ، و بالتالي على الدولة و ربما يتجاوز ذلك أما الإعلامية بسمة و هي مقيمة في تونس تقول
بأن كل أنواع العلاقات تختلف بين كل ثنائي بحسب طبيعة تفكيرهم ، و إرتباطهم بمفهوم المعتقدات التي يؤمنون بها ، و بإختلاف مجتمعاتهم أيضاً و تضيف قائلة ، فالعلاقات الأسرية يربطها الدم ، و يجب أن تبتعد عن الأنانية ، أو الحقد ، أو المصالح ، و أسماها هي علاقة الأبوة و الأمومة ، أما الزمالة فيكون طابعها الندية و الحسد أحياناً أخرى ، و يجب أن يكون الصديق مرآة لصديقه ، أما العلاقة العاطفية فهي الأروع لأنها مزيج بين الصداقة و العاطفة تنهي بسمة قولها
أما الكاتبة و الشاعرة سهى و التي تقيم في الرياض تقول بإختصار في كل العلاقات الإنسانية طويلة الأمد هو الإحترام و ما يهم … إحترام الشخصية ، الفروقات ، المساحة الخاصة ، الوجود ، الغياب ، و تنهي و تقول أن الإحترام المتبادل أهم من المحبة بأشواط في حين يقول الصحفي بلال و المقيم في ألمانيا
أن العلاقات حاجة إنسانية و وسيلة تواصل لها دور في بناء ذواتنا ، و تشكيل عواطفنا ، و أفكارنا عن العالم من حولنا ، و تتعدد التجارب ، و يختلف أثرها فينا بإختلاف طبيعة العلاقة سواء كانت زمالة ، أو عائلية ، أو صداقة … الخ إذاً في المحصلة و في كل ما سبق من أراء و الذي إتفق عليه الجميع ، أن لابد لأي علاقة ناجحة هو أن تبنى العلاقات على الأحترام المتبادل ، و الصدق ، و الأخلاق و في العموم يمكننا القول إن تنوع هذه العلاقات الإنسانية هي السمة التي تميز الكائنات الحية و التي لا يمكنها أن تعيش منعزلة كافراد فحتى الحيوانات و باقي المخلوقات تعيش حياة إجتماعية تكاملية إلى حد بعيد ، و لعل أهم هذه العلاقات هي علاقة الذكر بالأنثى و التي تعتبر في نهاية المطاف سبب ديمومة الأجناس على إختلاف أنواعها
Dieser Beitrag ist auch verfügbar auf: Deutsch (الألمانية)