حياة جديدة

In der Neuköllner Sonnenallee haben viele Läden und Cafes einen orientalischen Charakter. Mit seiner Lebendigkeit geben sie Adnan und seiner Familie ein vertrautes Gefühl. Foto: Michael Pieracci

مرت أيام قبل أن أركب الطائرة متجها إلى المانيا الإتحادية و التي تكرمت بإعطائي فيزا دخول و إقامة لي و لعائلتي عن طريقة منظمة مراسلون بلا حدود .بعد معاناة استمرت لمدة ثلاثة سنوات في الأردن بلا عمل بلا مصدر رزق كي أتمكن من إطعام أطفالي ، أو حتى تقديم العلاج اللازم لم عند المرض أو تقديم العلم و المعرفة ، رغم كل ما يقال في وسائل الإعلام من المعونات او المساعدة للسوريين .. الخ . تلك الأيام جلست أتذكر فترة الثلاث سنوات وما جرى لنا و لبلدي سوريا من قتل و تدمير و كل ذلك بسبب رفض القتل و الإعتقال و المطالبة بالحرية بكل اشكالها و إلغاء الإعتقال التعسفي ……. الخ .
كنت أسعى جاهدا لإنهاء كل ما يربطني بالمدينة التي كنت أسكنها في شمال الأردن بسبب ضيق الحال و الشعور بالغربة و عدم وجود أهل و أصدقاء و لا حتى ذكريات تلك التي دمرها نظام القتل في سوريا بكل تفاصيلها من ماضي و حاضر و حتى المستقبل و خاصة لأطفالي
برلين و الوصول
بعد أن حطت بنا الطائرة في مطار التيغل ، و التي قدمنا بها من الأردن عن طريق اليونان بطريقة الترانزيت وصولا إلى برلين ، و التي أقلعنا بها ليلا لنصل في صباح اليوم التالي في حوالي الساعة العاشرة بتوقيت برلين . بعد أن وصلنا للمطار و بدأنا بإحضار الأمتعة أنا و أطفالي ، و كون أطفالي صغار أردت جلب عربة لأضع فيها كل الحقائب التي حزمنا فيها كل ما نملك بعد أن هربنا بأرواحنا من سوريا ، و لم تكن سوى قليل من اللباس كي نقي أجسادنا من نظرات العطف و حتى اللؤم من الغرباء ممن يقف الى جانب نظام القتل في بلدي و لكن لكي أجلب تلك العربة لابد من وجود قطعة نقود من فئة اليورو الواحد و التي لم تكن بحوزتي و لكن لأنني في المانيا و بين أهلها قام عدد من المواطنين الألمان فورا بإعطائي قطعتين اثنتين من تلك الفئة و قاموا بإرشادي لكيفية أخذ العربة لأنها جديدة علي و من غير المتعارف عليها في أسواق بلدي ، لقد قابلنا الشعب الألماني بالإبتسامة و المساعدة التي كنت ممنونا لهم بها و بعد إنهاء الإجراءات في المطار كان بإنتظارنا المسؤول عنا من قبل منظمة مراسلون بلا حدود و هو الماني ثم إستقلينا السيارة بإتجاه مكان السكن المفترض لنا في برلين و الذي كان في جنوب مدينة برلين ، لقد كان الوقت صيفا في الأول من شهر آب و كان المنظر في الطريق إلى الهايم رائع و ما احتوى من جمال الطبيعة الخلابة و الأنهار في المانيا عامة و برلين خاصة كم كانت سعادة أبنائي كبيرة . بعد الوصول و إنزال الحقائب و التوجه للمكان المخصص لنا في الهايم بداية لم يكن المكان كما تخيله أطفالي كأحد المنازل التي مررنا بها و التي كنا نشاهدها في الغالب على شاشة التلفاز و من خلال الأفلام ، لقد كان الهايم الذي وصلنا إليه هو الهايم الذي استقبل أول دفعة لاجئين من المانيا الشرقية في العام (1960) قمنا بإجراء و تعبئة الأوراق الخاصة و التواقيع (الروتيين الألماني) المعتاد الذي تعودنا عليه لاحقا ، هذا الروتين الذي يوفر الكثير من الصدق في التعامل و كف اليد و منع الفساد بين الموظفين و المراجعين و من له حاجة و يحب أن تنفذ بسرعة قبل الآخرين هنا في هذا البلد المانيا وجدنا الصدق في التعامل و الإبتسامة الدائمة على الوجوه . كانت الكآبة في البداية مرافقة لكل أيامنا بسبب الإحساس في الغربة و أننا في بلد جديد و لا يوجد لدينا أهل أو أصدقاء أو حتى معرفة بلغة البلد و لا يوجد لدينا هواتف و لا حتى أي اتصال بالإنترنت و هناك عطلة رسمية و عطلة أسبوعية ، و حتى إن اردنا ان نشتري اي شيء من السوبرماركت مع أننا نجيد الانكليزية لكن وجدنا صعوبة في أسماء الخضار و الكثير من الأشياء و حتى النقود و فئاتها و طريقة لفظ الكلمة بالالماني كانت صعبة الحفظ في الأيام الأولى تدريجيا بدأنا نتعود على كل ذلك
برلين و الحياة الجديدة

في هذه المدينة الكبيرة و هي أحد أجمل مدن اوروبا ، بدأنا التعود على العيش و التعلم على معظم نواحي الحياة بداية من الركوب في الحافلات و القطارات فوق الأرض و تحت الأرض ، و للأمانة في برلين أكبر شبكة مواصلات مترابطة و منتظمة المواعيد و بدقة متناهية و في احترام و مراعاة لكبار السن و حتى صغار السن بكل ما تحتويه المحطات من وسائل مساعدة لمن يحتاج من ما ذكرت سابقا و خاصة العجزة ، دائما أي اجنبي او اي غريب في اي بلد يبحث عن ما يجده من محلات أو مطاعم او محلات لبيع المستلزمات الخاصة ببلده الأم ، و بعد البحث و السؤال وجدنا ضالتنا في منطقة نيوكولن و الزونن الييه من محلات تبيع الأطعمة العربية و اللحوم الحلال و بعض المنتوجات الغذائية العربية ، تلك المنطقة التي يسكنها خليط متجانس من الألمان أصحاب البلد و الأجانب من العرب و غيرهم هذا المزيج من الثقافة الذي يوفر جو رائع من الألفة و السحر في المنطقة التي اعتبرها قريبة جدا لمدن بلدي من حيث بقاء المحلات مفتوحة للبيع و الشراء بعكس باقي المناطق التي تُغلق محلاتها في تمام الثامنة ، في نيوكولن تنتشر المقاهي ذات الطابع الشرقي و نيوكولن تمتاز بالحيوية و الرقي و الضجيج في آن معاً  تجد ايضا مدارس تعلم اللغة الالمانية و مدارس تعلم السواقة و الأسواق الحديثة و المولات ، و حتى الأكشاك الخاصة ببيع الأطعمة السريعة المشهورة الالمانية و العربية و التركية ، و في هذه المنطقة تجد أيضا الأبنية الحديثة و الأبنية الاثرية القديمة التي تبرز حضارة و تاريخ هذا البلد الذي عانى ويلات الحروب كثيرا و لكن بهمة شعب حي أعاد بناء المانيا و الآن المانيا تحتل المرتبة الأولى اوروبيا و الثالثة عالميا اقتصاديا الحديث يطول عن برلين و نيولوكن و باقي المدن الالمانية و للحديث بقية

Dieser Beitrag ist auch verfügbar auf: Deutsch (الألمانية)

More from عدنان المقداد

إِقْرأ أكثر تَعْلمْ أَكثْر

لقاء مع مؤسسي “بيناتنا”، أول مكتبة عربية في برلين يوجد الكثير من...
Read More