في غزة، عملت فتيات بع الزهور على اتخاذ مسار آخر، بعيداً عن نعومة أيديهن التي اعتادت على الأمور البسيطة. تشرح لنا رماح البحيصي لنا كيف قررت العمل في مجال الطاقة الشمسية، متجاهلة ما قد تتعرض له من تنمر وانتقادات لكونها تعمل في مجال الخلاية الشمسية الذي يحتكره الرجال عادة،ً فتقوم بتركيب الشمسية للمنازل والمؤسسات في غزة. و كان لنا هذا الحوار
ـ في البداية من هي رماح البحيصي وما هي دراستك؟
رماح جهاد البحيصي عمري ٢٠ سنة مصممة جرافيك و فنية طاقة شمسية
ـ كيف خطرت لك فكرة العمل بمشروع الخلايا الشمسية؟
لم تكن فكرة، بل كان تخصصاً جديداً في كلية التدريب بغزة وكان تجريبياً، فسجلت فيه على الفور وأحببت خوض التجربة وحققت
.إنجازا كبيراً
ـ لماذا اخترت العمل في هذا المجال الشاق؟
عملت في هذا العمل بسبب ما يمر به قطاع غزة من ظروف وأوضاع معيشية صعبة، فنحن نعاني هنا في القطاع من ارتفاع كبير في نسب البطالة وضيق في الأحوال المعيشية، فمن يتخرج من الجامعة لا يجد عملا يناسبه، لذا قررت أن أعمل بمشروعي الخاص في هذا المجال كي أؤمن مصروفي وعائلتي لنستطيع العيش في ظل هذه الأوضاع
ـ هل الواقع الصعب لوضع الكهرباء في غزة وانقطاعها برأيك شجع على انتشار مشاريع الخلايا الشمسية؟
نعم ذلك صحيح، ليس فقط في قطاع غزة بل العالم أجمع يلجأ إلى الطاقة الشمسية لإنها توفر كثيراً على المستوى الشخصي، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة
ما الذي شجعك للعمل بهذا المجال ؟
أول مشجع لي هم عائلتي بالتحفيز المستمر وأنه ليس من شيء يعوق عمل المرأة طالما أرادت ذلك وهي مرتاحة معه. وثاني مشجع هو أنني أحب الأعمال التي تعد حكراً على الرجال وأحب أن أخوض هكذا مغامرات إلى جانب خبرتي بالأعمال العملية
ـ كيف يرى محيطك و عائلتك عملك في مجال تركيب ألواح الخلايا الشمسية؟
عائلتي تفتخر بي وذلك أكبر تشجيع لي والمحيط حولي منذهل أني وصلت لهذه المرحلة رغم وجود بعض الانتقادات القليلة، ولكن أنا سعيدة بهذه الإيجابية
ـ ما هي التحديات والصعوبات التي تواجهك أثناء عملك؟
الأجواء الشتوية أو الرياح أو الشمس العمودية، العمل على ارتفاعات عالية، وحمل معدات العمل وأدواته، وغير ذلك الكثير، لكن
طالما أحب عملي، فإني أتحمله
كيف تقيمين عملك بهذا المجال الذي يعتبر ليس سهلا على فتاة مثلك؟
المجال يحتاج الفتاة التي تكون لياقتها البدنية عالية وقدرة تحملها للأجواء والمخاطر وحتى القوة الاحتمالية عندها كبيرة، و تستطيع تحمل أي وزن وتعمل مع أي شخص وترتدي الزي المناسب للعمل هذا، وذلك ما كنت أتمتع به فعلاً، فلن تستطيع أن تنجز هذا العمل إن لم تكن بتلك الصفات
ـ هل سبق وأن تعرضتي لمضايقات أو لحملات تنمر جراء عملك بهذا المجال ؟
تعرضت للتنمركثيراً عندما كنت أرتدي ملابس العمل وأسير في الطريق، أو عندما كانت ملابسي قد تقطعت بسبب المعدات والعمل بها،أوعندما كان جسدي مغطًى بالحديد. ولكني أحب عملي وهذه هي طبيعة الناس ، فلن أوقف مستقبلي لأجل من يتكلم أو ينتقد
ـ كيف أثرت عليكي الحرب الأخيرة في مجال عملك؟
الدمار كبير جداً على كل الأصعدة، فمن حيث العمل فقد تأثر عملي كثيراً وقد كنت من المفترض مباشرة عملي كي أنجز ما كلفت به من مهام، لكن جلست في المنزل ما يزيد عن ١١ يوما فترة العدوان على غزة، إلى جانب الدمار الذي لحق ببعض العملاء عندي من القصف والهدم لمنازلهم كليا ً أو جزئيا ً، فبالتالي لن أستطيع أن أكمل عملي فيها بسبب الأضرار الجسيمة
ألا تخافين من عمل تركيب ألواح الخلايا الشمسية خاصة أنه يتطلب مجهود بدني وعضلي؟
في البداية كنت أخاف قليلاً، لكنني أعرف نفسي جيداً وأنني أستطيع القيام بهذا العمل و قدرتي على تحمل المسئولية فيه وأستطيع حمل المعدات وتركيبها، وفقا لشهادة أساتذتي وكل شخص رآني وقت العمل
ـ كيف ترين مستقبل العمل في مجال تركيب الألواح الشمسية؟
سيعتمد العالم أجمع اعتماداً كلياً على الطاقة الشمسية في السنوات المقبلة، فنحن نتطور بشكل ملحوظ في هذا المجال، لذلك ستفتح أغلب الشركات أذرعها للطاقة الشمسية خاصة أنهم يعلمون أن العمل بها سيكون أمراً مفروغاً منه في المستقبل
حدثينا عن طموحاتك وأمنياتك المستقبلية؟
بالطبع أتمنى أن أجد من يدعمني في إكمال التطوير من نفسي وأن أخضع للدورات اللازمةكيأكّونمشروعّيالخاصوأجد الدعم المناسب للسفر و الاستزادة من التعلم في مجال الطاقة، لأن العلم متجها إلى ذلك، وأن أجد وظيفة مستقرة بعيداً عن وحش البطالة المفزع
ـ كيف ترين نظرة المجتمع للفتاة العاملة بمجالك خاصة وأنها فكرة حديثة على مجتمعنا أن تعمل الفتاة بهذا المجال؟
ينقسم المجتمع إلى سلبي وإيجابي، ومهما كانت نظرتهم فلن توقفنا، فنحن سعداء بهذا العمل، إلى جانب أن المجتمع بدأ يتقبل فكرتنا و يشجعنا
ـ كلمة أخيرة لأقرانك من الفتيات اللواتي يعملن أو سيعملن في هذا المجال؟
تحلي بالقوة والعزيمة، أنت أقوى من أي شي، أي تخصص أو عمل تحبيه اعملي به، فهذه حياتك أنت وليست ملك لأحد آخر، فتأكدي أن كلام الناس وانتقاداتهم وآرائهم محطات ثانوية في حياتك وليست ذات قيمة طالما أنت مؤمنة بقدرتك على الإنجاز، فحلمك ومستقبلك هم الأساس لبناء حياتك أنت، وأنت من ستبنين ذلك وتدعمين اسمك في مجالك الخاص، فالناس لايهمها سوى أن تهدم ما يستطيع الآخرون بناءه بجهدهم ومثابرتهم، وكوني على ثقة فلا فرق بين رجل وامرأةلأن الُمخرجات بأي عمل ستكون بذات الكفاءة لذا لا تخافي واطمئني، تحتاجين الصبر والجرأة كي تصلي مرادك مع قوتك وعزيمتك ستجدين الجميع منبهر بإنجازاتك. وكلمة أخيرة أقولها بكل لقاء أجريه أنه الطاقة الشمسية خاصةً والأعمال المهنية عامةً مستقبلها بيد النساء
Dieser Beitrag ist auch verfügbar auf: Deutsch (الألمانية)