عندما يزداد العنف يوماً بعد يوم
تروي لنا هناء (اسم مستعار) البالغة من العمر 25 عام، معاناتها مع العنف الجسدي والأذى النفسي التي تلقته على يد زوجها الذي تزوجته في سوريا قبل أن يقرروا الهجرة إلى ألمانيا
تقول هناء وافقت على سرد محنتي عانيتها على يد زوجي لعلها تساعد النساء اللاتي تعرضن أو يتعرضن للعنف في التحلي بالشجاعة وإنهاء هذه المعاناة عن طريق اللجوء إلى القانون، وهي شهادة من غير الممكن الإدلاء بها في سورية في بلد لا يتم التحدث فيه عن العنف الأسري إلى حد كبير، حيث تحدثت كيف حول هذا الزواج حياتها من حب كبير إلى جحيم مستعر.
فتقول “تزوجته بعد قصة حب استمرت لأكثر من ثلاث سنوات وأثمر زواجنا عن ثلاثة أبناء وقد كنت أبلغ حين تزوجت 15عام
في بداية الزواج لم أكن أتخيل يوماً أنه سيقوم بتعنيفي ويلحق بي أشد أنواع الأذى النفسي والجسدي وتتابع حديثها
لكن بعد هجرتنا، بصحبة أبنائنا الثلاثة، تغير معي شيئاً فشيئاً دون سبب واضح وبدأ بافتعال المشاكل وأصبح يوجه لي الشتائم الإهانات ويضربني أمام أطفالي الذين تعرضوا أيضاً للعنف على يده
وعندما كنت أحاول التحدث معه لإيجاد حل لمشاكلنا اليومية المتزايدة، كان يزداد عنفاً ويبدأ بإعطاء الأوامر وتوجيه الإهانات على أتفه وأبسط الأمور، وبدأ بالتهرب من تلبية إحتياجات المنزل، حتى أصبحت أشعر أن حياتي أصبحت كحياة العبد لا رأي لي ولا احترام وكان هذا الأمر يؤثر على أطفالي وصحتهم النفسية والجسدية وحتى على مستواهم الدراسي
حاولت عدة مرات التحدث معه بوجود وسيط من معارفنا، ولكن جميع المحاولات فشلت فقد كان يتعمد إهانتي أمام الآخرين أيضاً
وتوضح “خلال الفترة الأخيرة برفقته أصبح الأمر لا يطاق، حيث بات يضربني أنا وأبنائي وباستمرار حتى ازداد وحشية، وأقدم على حرق إبنتي حروق بالغة لمعاقبتي بها، والحروق ما تزال شاهدة على جسد طفلتي
وعندما وجدت أن الأذى بدأ يصل لأطفالي بهذه الطريقة الوحشية قررت إلى اليوغند أمت فذهبت بنفسي إلى أحد المراكز القريبة من منزلي، وشرحت مشكلتي لإحدى الموظفات هناك التي ساعدتني بشكل فوري، وقدم المركز الحماية لي ولاطفالي، وتم نقلنا إلى سكن مؤقت خاص بمثل هذه الحالات ريثما يتم إيجاد بيت دائم لي ولاطفالي، وتم منع زوجي من ملاحقتي أو الاقتراب من مكان سكني
تنتظرهناء الآن حكماً قضائياً يقضي بطلاقها من زوجها، أما ابنتها الصغيرة فتنتظر الخضوع لثلاث عمليات جراحية تجميلية، آملة من أن ينال زوجها العقاب الذي يستحقه فهي الآن تريد استعادة حياتها الطبيعية لتتمكن من تربية أطفالها ومتابعة دراستها لتحصل على عمل يؤمن لها مستقبلاً الاستقرار المادي
ختمت هناء حديثها “أريد أن أستعيد حياتي، من خلال تجاوز هذه المحنة وأعوض السنوات التي قضيتها في تعنيف وأذى، وأنصح كل امرأة تتعرض للعنف من قبل شريكها، بعدم السكوت عن هذه التصرفات لأنها ستزداد يوماً بعد يوم
القانون والمجتمع في هذه البلاد سينصفك ويكون إلى جانبك لتتمكني من الحصول على حياة طبيعية