التسامح الديني في السودان

Muslime und Christen kämpfen gemeinsam für die Revolution Foto: privat

السودان بلد أفريقي متعدد القبائل والثقافات.. وهو بلد يمثل المسلمين فيه الأغلبية، كما توجد أقلية مسيحية، وهم قبائل تنتشر في جنوب السودان، وكانوا يعيشون في سلام وتسامح ديني.. بإستثناء فترة حكومة الإنقاذ بقيادة عمر البشير، وتلك الفترة أعلن فيها الحرب علي المسيحيين وانتهت بفصل جنوب السودان عن شماله، ولكن بقيت أعداد كبيرة من المسيحيين في شمال السودان

فالتعايش بين المسلمين والمسيحين كان سمة ظاهرة في السودان منذ مئات السنين فقد أنشأ الأب جوين أسقف الكنيسة الانجليزية بالسودان عام 1902م أول مدرسة أهلية للبنات، كما فتحت الكلية القبطية بنات في عام 1923م للمسيحيات والمسلمات كشكل من التسامح الديني

وقد أسس المسيحي بولس أول خلوة لتعليم القرآن وعلومه بمنطقة بيت المال بأم درمان منذ عام 1884م حتى 1943م وطيلة هذه الفترة كانت أسرة بولس تدعم الخلوة وتديرها.
كما دعم المجتمع المسلم الجمعيات المسيحية وشارك في بناء الكنائس و دعا إلى حرية المعتقد والديانة، كما تشاركوا مع المسيحين واحتفلوا معهم في مناسباتهم الدينية كعيد الكريسماس والذي يعد عطلة رسمية في البلاد، ويتم تزيين الشوارع وإقامة الحفلات، كما كان الجميع يحتفلون بعيد شم النسيم مع المسيحيين واندماج المجتمعات تكاد تحسب أنه يجمعهم دين واحد.
حتى وصل الدكتاتورالعسكري عمر البشير الى حكم السودان فتعرض المسيحين للكثير من المضايقات والتهميش والاعتقال وانتهاك حقوقهم. ساءت الأحوال حتى انقسم السودان وللأسف أسي كل قسم مليشياته على أساس ديني.
وما أن بدأت الثورة الأخيرة ضد الديكتاتور حتى بدأ الجميع يلتفون حول بعضهم البعض متناسين كل الفروقات والانقسامات التي زرعها حكم الديكتاتور طوال السنوات الماضية وأصبح بالإمكان رؤية ذلك واضحاً جلياً في ميدان الاعتصام الذي اجتمع فيه الثوار لإسقاط الحكم. تجمع المسلمين والمسيحيين كأخوة وقدموا أمثلة عديدة في التسامح، حين قام المسلمين بأداء صلاة الجمعة، فقام المسيحيين بعمل دائرة لحمايتهم في الميدان من هجمات أمن البشير و أجهزته المجرمة، كما قام جزء كبير منهم بحمل مظلات تحمي المصلين من حرارة الشمس إلى أن انتهت الصلاة. كما كانت تتلى الصلوات والترانيم المسيحية في أيام الآحاد في ساحة الإعتصام. فالظلم قد طال الجميع بغض النظر عن دينه أو عرقه، فمن فرقهم الديكتاتور جمعتهم الثورة، جمعهم وحدة الأمل والحلم بوطن يتسع للجميع .
هكذا هم الطغاة يطبقون سياسة فرق تسد فيقسمون الشعب بين ديانات وقبائل حتى يتمكنوا من السيطرة على المجمتع، ولكن الثوار قالوا كلهم الفصل ” الدين لله والوطن للجميع رغم الفترة الحرجة في السودان في الوقت الراهن

أتمنى أن ينعم بلدي بالاستقرار والعيش في حرية وسلام وعدالة ويعامل به الجميع على أساس المواطنة بعيداً عن التصنيف العرقي أو الديني

More from DRK Berlin Steglitz-Zehlendorf

بابا، من هو الغريب؟

أبي، ما هي العنصرية؟ و من هو الغريب بالضبط؟  هل الأجانب يختلفون...
Read More